في مقابلة حصرية مع GQ Italia، كشف كايل ووكر، أحد أبرز تعاقدات ميلان في سوق الانتقالات الشتوية، عن تفاصيل انتقاله إلى إيطاليا، مسيرته الكروية، وكيف ساعده ذلك في استعادة شغفه باللعبة. تحدث المدافع الإنجليزي بصراحة عن رحلته من شيفيلد إلى ميلان، وما الذي دفعه لاتخاذ هذا القرار الجريء.
رحلة من شيفيلد إلى قمة كرة القدم
عند حديثه عن مسيرته، أقرَّ ووكر بالدور الذي لعبته جيناته الوراثية في تطوير قدراته البدنية. “علي أن أشكر والديّ، فقد ساعدتني جيناتي في بناء بنية جسدية قوية. في مثل سني، الاستمرار في اللعب على مستوى عالٍ ليس بالأمر السهل.”
نشأ ووكر في شيفيلد، وكان حلمه دائمًا هو لعب كرة القدم. “أتذكر أنني كنت أنظر من نافذة منزلي وأرى ملعب شيفيلد يونايتد في الأفق. كان حلمي أن ألعب هناك، وبذلت كل ما في وسعي لتحقيق ذلك.”
بدأت رحلته في كرة القدم الاحترافية بسرعة لافتة. “في السابعة من عمري، انتقلت مباشرةً من لعب الكرة في الشوارع إلى أكاديمية شيفيلد يونايتد، دون المرور بأي مراحل وسطى”، يضيف. كان لهذا الانتقال المبكر دور كبير في تشكيل مسيرته الناجحة. “لطالما كنت أنظر إلى الخطوة التالية، وأتعامل مع الأمور مباراةً بعد أخرى.”
أهمية الوحدة في مانشستر سيتي
تحدث ووكر عن فترته في مانشستر سيتي، حيث أكد على أهمية الروح الجماعية. “الوحدة بين اللاعبين هي العامل الأساسي لتحقيق النجاح في كرة القدم الحديثة. اللاعبون يقضون وقتًا أطول مع زملائهم في الفريق أكثر من عائلاتهم، لذا من الضروري خلق بيئة قائمة على التكاتف والتعاون.”
لعب ووكر دورًا رئيسيًا في هيمنة مانشستر سيتي على البطولات، حيث فاز بالعديد من ألقاب الدوري الإنجليزي الممتاز إلى جانب البطولات القارية والمحلية. لكنه، رغم نجاحه الكبير في إنجلترا، شعر بالحاجة إلى تحدٍ جديد.
تحدٍ جديد في ميلان
“بالنسبة لي، ميلان يمثل تحديًا جديدًا“، يقول ووكر. “كنت بحاجة إلى شرارة جديدة، شيء يعيد إشعال حبي لكرة القدم. لم أفقد شغفي أبدًا، لكن شعرت أنني بحاجة إلى إعادة بناء حياتي، مواجهة خصوم جدد، وخوض تجارب جديدة.”
كما تطرق المدافع الإنجليزي إلى الاختلافات الثقافية بين كرة القدم في إنجلترا وإيطاليا. “كرة القدم هنا تُلعب بطريقة مختلفة تمامًا. في إيطاليا، هناك تركيز كبير على الدفاع، أكثر مما هو عليه الحال في إنجلترا، إسبانيا، فرنسا، أو ألمانيا. الفوز بنتيجة 1-0 يُعتبر نتيجة مثالية هنا، حيث يمكن للفريق بناء أسلوبه انطلاقًا من ذلك. في النهاية، هم محقون، لأن الثلاث نقاط هي الأهم دائمًا.”
إلى جانب كرة القدم، أعرب ووكر عن حماسه لاكتشاف ثقافة ميلان، خاصةً فيما يتعلق بالأزياء والموضة، حيث أشار إلى أنه متحمس لحضور أسبوع الموضة في ميلان.
تكريم ديفيد بيكهام ودعم القضايا الإنسانية
شارك ووكر لحظة مميزة عند انضمامه إلى ميلان، حيث تلقى رسالة من ديفيد بيكهام. “عندما وصلت إلى ميلان، أرسل لي بيكهام رسالة ترحيب. رددت عليه وسألته إن كان لا يمانع أن أرتدي القميص رقم 32، وهو الرقم الذي ارتداه عندما لعب هنا. أجابني قائلاً: ‘بالطبع، سيكون شرفًا لي، ارتده بكل فخر.’ هذا كان أمرًا مهمًا بالنسبة لي، فنحن نتحدث عن رجل غيّر كرة القدم وساهم في جعلها على ما هي عليه اليوم.”
كما أعرب عن فخره بارتداء القميص الرابع لميلان، والذي يحتفي بالتميز الأسود. “ارتداء هذا القميص يعني الكثير، فهو يرسل رسالة واضحة حول الوحدة والشمولية.” وأضاف: “في هذا العصر، حيث لا يزال العنصرية موجودة في حياتنا اليومية سواء على وسائل التواصل الاجتماعي أو في الملاعب، من الضروري أن تتخذ الأندية الكبرى مثل ميلان مواقف واضحة وتشارك في مبادرات تعزز المساواة.”
بداية جديدة في إيطاليا
بالنسبة لـ ووكر، الانتقال إلى ميلان ليس مجرد خطوة مهنية، بل هو فرصة لاكتشاف نفسه من جديد. “كنت بحاجة إلى تحدٍ جديد، شيء يدفعني ويجعلني أقع في حب اللعبة من جديد.”
مع انضمام ووكر إلى ميلان، لم يحصل الفريق فقط على مدافع من الطراز العالمي، بل أيضًا على قائد داخل وخارج الملعب، يسعى لترك بصمة حقيقية في الكالتشيو، سواء من الناحية الرياضية أو الإنسانية.